الرسائل الجامعية:
الرسائل الجامعية التي تعد في المعهد بحوثاً تكميلية للمقررات الدراسية التي يدرسها الطلاب في مستويات الدبلوم العالي والماجستير في اللغة العربية للناطقين بغيرها . واتجهت هذه البحوث منذ تأسيس المعهد اتجاهات متعددة أساسها اتجاهات علم اللغة الحديث بفروعه، وأهمها علم اللغة العام، وعلم اللغة التطبيقي، وعلم اللغة الاجتماعي، والنفسي، وعلم اللغة التقابلي الذي اهتم بالمقابلة بين دراسة اللغة العربية واللغات التي يتحدثها طلاب المعهد القادمين من مختلف دول العالم . وتشكلت لدى مكتبة المعهد حصيلة ثرة، نادرة في هذه المجالات تناولت قضايا تعليم اللغة العربية، واللسانيات، والمعاجم ثنائية اللغة، وعلاقة لغات الشعوب الإسلامية باللغة العربية . وقد اتجهت بعض هذه البحوث منذ العام 1977م بإشراف وتوجيه من البروفيسور يوسف الخليفة أبوبكر الخبير الأول بالمعهد سابقاً نحو الاهتمام بالحرف العربي في لغات الشعوب، فأعد ما يزيد على عشرين طالباً بحوثهم في مجال كتابة لغاتهم بالحرف العربي. وقد أرخت هذه البحوث للحرف العربي في لغات هذه الشعوب وبينت الوضع الحالي للغات التي تمت دراستها والتوصيات النابعة من الدراسة العميقة لهذا الوضع، ولا شك أن هذه الدراسات إضافة ممتازة للمكتبة العربية ولمجال كتابة لغات الشعوب الإسلامية بالحرف العربي، وقد كانت هذه البحوث والدراسات أساساً لمعظم الجهود التي تمت من بعد بما فيها الجهد القيم الذي تبنته جامعة إفريقيا العالمية بتأسيس مركز البروفسور يوسف الخليفة أبوبكر لكتابة لغات الشعوب الإسلامية بالحرف العربي .
واللغات التي أجريت عليها الدراسات في مجال الكتابة بالحرف العربي هي :
(الأمهرية، والأورومية، والتكري، والصومالية، والسواحيلية، والفولانية، والهوسا، واليوربا، والبجاوية، والزغاوة، والميدوب، والقمرية والفلفلد، والماندنكو، والولف، وصوصو، والإندونيسية، والملايوية، والماليزية) . وحظيت بعض هذه اللغات بعدد من الرسائل وهي لغة الهوسا واللغة القمرية واللغة الصومالية .
وخلصت كل هذه الرسائل إلى توصيات محددة تساعد في إكمال مشروع كتابة هذه اللغات بالحرف العربي . ونشير إلى أن بعض هذه اللغات ظلت متداولة في الأوساط الشعبية والدينية بالحرف العربي على الرغم من الحرب الشعواء التي قادها الاستعمار الأوروبي لمحاربة الحرف العربي . وقد ساعد هذا المد الشعبي في رسوخ كتابة هذه اللغات بالحرف العربي على الرغم من تحولها للكتابة بالحرف اللاتيني على مستوى اللغة الرسمية أو بجعلها لغات محلية والتحول إلى الحديث بالفرنسية أو الإنجليزية .
وتضم البحوث التكميلية التي أعدها طلاب المعهد دراسات مفصلة عن أوضاع اللغة العربية في البلدان الإفريقية وبخاصة الدول العربية ذات الأوضاع الخاصة وهي : الصومال، وجزر القمر، وجيبوتي، إضافة للدول المجاورة للبلاد العربية أو ذات العلاقة الخاصة بها وأهمها تشاد، إرتريا، أثيوبيا، مالي، السنغال، الكمرون، النيجر، كينيا، نيجيريا، وغيرها .
وأنجز طلاب المعهد ما يزيد على مائتي بحث في مجال تطوير طرائق تدريس العربية وتحديث الوسائل التعليمية والإفادة من التقنيات التربوية الحديثة وفي مجال تدريب معلمي اللغة العربية في البلدان الناطقة بغير العربية .
واتجهت بعض البحوث نحو الدراسات المقارنة بين اللغات الإفريقية واللغة العربية في مجال الأصوات اللغوية والبنى الصرفية والتركيبية، وكذلك دراسة الألفاظ العربية الداخلة في مكونات عدد كبير من اللغات الإفريقية وشملت هذه الدراسات : لغة الهوسا، واللغة السواحيلية، والفولانية، والأمهرية، والتقرية، واليوربا، والقمرية، والولوفية، والماندنغو، والسونتكية، والصونغي، واللغات السودانية (الزغاوة، والمساليت، والفور، والمحسية، والدنقلاوية ) وغيرها.
واهتمت هذه البحوث كذلك بصناعة المعاجم العربية ثنائية اللغة (اللغة العربية واللغات الإفريقية) وبخاصة المعاجم (عربي / هوسا)، (عربي / أمهري)، (عربي / فولاني)، و(عربي / قمري)، و(عربي / سواحيلي)، وغيرها، وأنجز عدد من الطلاب في مجموعات بحثية أجزاء مقدرة من هذه المعاجم . ويعمل عدد من الخريجين على نشر معجم ( عربي ـ هوسا ). وهناك دراسة مفصلة يجريها المعهد تحوي تصنيف الرسائل الجامعية وفق موضوعات الدراسة واتجاهات البحوث التكميلية .